قدم الأهلى واحدةمن مبارياته السيئة للغاية أمام فريق يفترض نظريا أنه فى طريقه للهبوط إلى
الدرجة الأدنى من الدورى المصري ، والعجيب أن المنافس كان مستسلما للغاية
فى البداية قانعا بأن الاهلى فائز لا محالة ، وهى الحالة التى كان عليها
لاعبو الأهلى طوال أغلب فترات المباراة – ثقة زائدة وغرور غير مبرر ولا
مبالاة كبيرة وكسل هائل – حتى أفاق الجميع على هدفين كادا أن يفسدا مذاق
البطولة حتى لو فاز بها الأهلى فى المباراة القادمة أو الأخيرة ... وبعيدا
عن بعض الأخطاء فى رأى البعض حول تشكيل أو تغيير ، فأنا أرى أن اللاعبين
وحدهم مسئولون تماما عن تلك النتيجة التى آلت إليها المباراة ، وإذا كان
الأهلى ولاعبوه لا يعرفون اليأس وقدموا كل ما عندهم خلال دقائق المباراة
الأخيرة ليتعادلوا فى الدقيقة السابعة بعد التسعين .. فإن هذا لا يمحو
الصورة السيئة التى قدموها طوال المباراة غياب
بعض اللاعبين المؤثرين قد يكون عامل مساعد لاهتزاز أداء الفريق ، وإن كان
ليس مقنعا فى رأيى لما يمتلكه الأهلى من أسماء قادرة على مساعدة الفريق
لتقديم الأداء المطلوب منه ، وقد نتفق أو نختلف حول إشراك ( أحمد حسن )
بدلا من ( محمد بركات ) منذ البداية فى مركزه خلف رأسى الحربة ، فهو لم
يؤدِّ أساسا هذا الدور وحتى لم يكن له دور دفاعى فى خط الوسط ، الذى افتقد بشدة ( حسام عاشور )
، ولعله أحد أسباب تراجع مستوى خط الوسط وقدرته على مساندة الفريق هجوميا
اللهم إلا فى لمحات خاطفة كانت فى بداية الشوط الأول ولم تتكرر بعدها ،
وقد نتحدث سويا كثيرا حول الفائدة المرجوة من وضع "أحمد فتحى" فى الجبهة
اليسرى والذى يثبت أنه غير قادر على تقديم المطلوب منه فيها ، وهذا ظلم
للاعب بالإضافة إلى أنه لم يكن جيدا فى أغلب فترات المباراة خاصة مع تعدد
تمريراته الخاطئة بشكل لفت الأنظار ، وإن تحسن إلى حد ما عندما انتقل إلى
الجبهة اليمنى وذهب "ربيعه" إلى هناك مع تحرك بركات "حرا" هنا أو هناك ،
وهو ما كان يجب أن يحدث من بداية التغييرات الهجومية الصريحة لجوزيه ..
لكن
كل هذا ليس تبريرا للأداء السئ جدا من اللاعبين ، ليس دفاعا عن جوزيه أبدا
، ففى رأيى كانت النقاط الثلاثة المذكورة أعلاه هى فى رأيى المتواضع أخطاء
للمدير الفنى البرتغالى الكبير ، ولكنها لم تكن أبدا صاحبة التأثير العجيب
على مستوى كل اللاعبين تقريبا ( عدا بركات كالعادة ) واجتهد كثيرا جدا
بمجرد نزوله حتى مع عدم وضوح الرؤية بالنسبة له ، لكنه كان الأكثر فعالية
فى الشوط الثانى .. وفى الحقيقة عذرت جوزيه فى تبديل "دومينيك" الذى يبدو
أنه سيصر لاحقا على اللعب كبديل فقط بعد ان قدم دقائق جيدة فى البداية ثم
عاد إلى سيرته الأولى ، لأنه حتى ولو كان "متعب" بلا فعالية كبيرة ، فإن
الإبقاء عليه كان إجباريا وليس اختياريا ..
لم
يكن أحد يتوقع أن تظهر أجنحة الأهلى بهذا الشكل طوال المباراة ، وخاصة
الشوط الأول العقيم جدا ، فلم يتقدم لا فتحى ولا معوض بشكل يحمل مساندة
للفريق هجوميا ، لدرجة أن جناحى الأهلى لم يرسلا أى كرة عرضية طيلة هذا
الشوط ؟؟!! .. وظهر فتحى بتسديدة من ركلة حرة قوية لكن فى منتصف المرمى ،
مثلما فعل معوض من كرة متحركة واحدة فقط توغل فيها قليلا وسدد لكن بنفس
مواصفات كرة فتحى .. وبالرغم من أن لاعبى الوسط "غالى واينو وحسن" كانت
لهما بصمة جيدة فى تمريرات فعالة صنعا بها ثلاثة فرص تهديفيه استبشرنا بها
خيرا فى بداية المباراة ، إلا ان هذا كله اختفى مع كسل اللاعبين وعدم
تحركهم بدون كرة ، وتمريرات استهلاكية بلا قيمة أو معنى واستحواذ سلبى
للغاية .. وظهرت الرسالة واضحة ، أن الفريق أدرك تراجع خصمه الكامل بلا
هجمة تذكر أو تهديد واحد لمرمى الأهلى وأن الفوز قادم لا محالة !
كان
لابد من تدخل جوزيه ، الذى نبه على ذلك كثيرا قبل المباراة ، كما انفرد
الزملاء فى أهلى نيوز بهذا فى اجتماعه الأخير مع اللاعبين ، ولأنه يدرك
طبيعة اللاعب المصري ، قام بتعديل جذرى فى الأسماء والمراكز وخطة اللعب –
واستحق حسن ومعوض الخروج بعد أن قدما شوطا أولا غير جيد على الإطلاق – ،
حيث حولها إلى شكل هجومى قوى 4/4/2 خاصة مع تراجع الطرف الأيسر بشكل واضح
تماما ، واكتفى بــ "شريف والسيد" فى قلب الدفاع ، ثم "فتحى على اليسار
(!) و ربيعه فى اليمين" ، و رباعى الوسط ( اينو وغالى ) كارتكاز ثم (
بركات وسعيود) على الطرفين بالتبادل ، وفى الأمام " دومينيك ومتعب" ،
ونظريا ونفسيا ، أرسل الرجل رسالته الواضحة أننا سنهاجم بقوة وبشكل جديد
تماما .. لكن هيهات ، كل هذا لم يحرك ساكنا فى طريقة الفريق مع التحفظ
بالطبع على تواجد "فتحى" تحديدا فى الجبهة اليسرى رغم تحرك بركات بشكل جيد
فى اليمين بمساندة ربيعه ، إلا ان هذا التأثير جاء كرد فعل نتيجة إحراز
المنافس من هدفين وبخطأين مكررين من دفاع الفريق ومنطقة "قلب الدفاع" التى
تسببت حتى الآن فى أن تسكن شباك الأهلى ( 15 هدفا ) حتى الآن ، أى بنسبة
62.5% من إجمالى الأهداف التى سكنت شباك الأهلى حتى الآن تقريبا !
مشكلة
الفريق فى تلك المباراة أنه أصر – مثلما حدث فى لقاء الزمالك – على
الاختراق من العمق ، لاغيا الأطراف تماما لأن الثنائيات فى كل جناح لم
تعمل بشكل جيد ، وظهر بوضوح تأثير غياب "جدو" فى تلك المباراة الذى كان قد
انصهر تماما فى تحركاته على الأطراف وخاصة الأيسر ، مع إدراك جوزيه لذلك
ودفعه بمتعب ودومينيك كرأسى حربة صريحين ، وبالطبع استمر نفس الامر مع
دخول "حسنى" كرأس حربة صريح بجوار متعب ... وعندما تحرك الفريق على
الاطراف بشكل جيد – نتيجة الهدفين – كان الهدف الأول وتعددت الفرص من جانب
بركات تحديدا ، فى ظل غياب واضح لدور "سعيود" الذى بات علامة استفهام
كبيرة مع معدل فقده الكبير للكرة فى دقائق لعبه وعدم قدرته على التمرير
بشكل سليم ، ولا نود ظلمه لكن فى رأيى أن هذا اللاعب يبدأ أساسيا – خاصة
مع صغر سنه وقلة خبرته – لأنه يحتاج إلى بعض الوقت ليندمج فى بوتقة الفريق
.. إلا ان الفريق جماعيا كله كان غائبا تماما فى هذا اللقاء ، اللهم
باستثناء بعض اللحظات التى تلت الهدفين ، ومع تحركات بركات التى منحت
الفريق صحوة جيدة كاد أن يسجل بعدها ، لكن لم تأتِ النتيجة إلا مع كرة
ثابتة حملت إصرارا أكبر بكثير من كونها لعبة حقيقية ، لا يعيب أبدا أن
تحرز هدفا بإصرار وعزيمة واستفادة من خطأ حارس ودفاع منافس .. لكن ما كان
الداعى لكى يقدم الأهلى هذا الأداء طوال أغلب فترات تلك المباراة ؟
وأعتقد
أن أسامه حسنى استحق التحية على تواجده بشكل جيد داخل المنطقة ( وهى نقطة
قوته ) مع مهارة وخبرة صاحبهما توفيق فى وضع الهدف الأول بهذا الشكل وفى
تلك الدقيقة ، ليستعيد الكل الأمل فى إمكانية إحراز التعادل بل وطمع البعض
فى قدرة الفريق على إحراز هدفين متتاليين وإنهاء تلك البطولة الغريبة ...
ولى عتاب واضح على جماهير الأهلى التى تواجدت بالمدرجات ، والتى سبت الحكم
!! ، حقيقة لم أدرك لماذا تعاملت معه بهذه الطريقة ؟ .. هل لأنه احتسب
ركلة جزاء صحيحة بعد تهور واندفاع من جانب أحمد فتحى ؟ أم لأنه احتسب كل
كبيرة وصغيرة فى المباراة ( كانت اللقطة الأغرب فى سب الجمهور له عقب جذب
واضح من اينو لقميص لاعب سموحه ، بل لعلنى أعيب عليه عدم رفع البطاقة
الصفراء له .. وأعتقد على جماهير الأهلى كلها أن تتقبل فكرة هزيمة أو
تعادل فريقها الحبيب خاصة إذا لم يقدم ما يستحق معه الفوز ، لو واجهنا
أنفسنا بالحقيقة سيظل الأهلى قادرا على التطور والتقدم لبعيد جدا ، لأن
جمهور الأهلى ومحبيه وعشاقه لا يبحثون عن مبررات لسوء الأداء فى رأيى
المتواضع !
الأمور
تسير فى صالح قنص اللقب ، لكن لو تعامينا عن الأخطاء الواضحة ، والتى
تكررت كثيرا فى مباريات كان الاداء العام والرغبة والحماس فيها أفضل
وبنتائج إيجابية ، لن يكون هذا فى صالح الفريق مستقبلا ... وبالمناسبة ،
أود أن أوضح أمرا ما ، عندما يكون فريقك الأفضل وتبرز عيوبه فأنت تساعده
للوصول إلى القمة ، بل وتجاوزها أيضا .. وعندما يقدم فريقك الأداء غير
المقبول ، وتقدم الجانب الإيجابى مع السلبى ، فأنت أيضا تساعده بشكل أكثر
إيجابية .. أما إذا ظللت تدافع عنه دائما وأبدا ، وتبحث له عن مبررات ،
وترفض توضيح الأخطاء ، فأنت تجنى عليه وتقوده فى الاتجاه الخاطئ ...
وعموما ، مباراة سيئة ليس معناها أن نهيل التراب على مجهود الجميع
وقدراتهم الخاصة التى تأثرت كثيرا بحالتنا المصرية المعروفة ، عندما نصل
إلى القمة .. نتراخى !
